قائمة المنشورات


 المنشورات


 العودة إلى المنتدى

مدرسة ارض الانبياء التعليمية   

مدينة النجف أو النّجف الأشرف

Admin | تم النشر بتاريخ الجمعة سبتمبر 29, 2017 5:49 pm | 489 مشاهدة

 إحدى أبرز مدن العراق ومركز محافظة النجف، تقع إلى الجنوب الغربي للعاصمة بغداد[5]، يبلغ عدد سكانها 1,221,248 نسمة حسب احصائيات 2011، تعتبر المدينة الخامسة من حيث عدد السكان وأيضا أحد المدن المهمة في العراق لوجود مرقد علي ابن ابي طالب أول الائمة عند الشيعة ورابع الخلفاء الراشدين عند السنة ومركزاً للحوزة العلمية الشيعية في العراق، يرجع تاريخ المدينة إلى العصر الجاهلي حيث كانت مركزاً للأديرة المسيحية وبعد ذلك اصبحت عاصمةالدولة الإسلامية في عهد علي ابن أبي طالب كانت المدينة تابعة للكوفة، يرجع اصل التسمية إلى المنجوف أي المكان الذي لايصل اليه المياه للمدينة قدسية عنده المسلمينوخاصة الشيعة كونها مرقد أول الائمة علي ابن أبي طالب ومرقد للنبيين هود وصالح ويوجد فيها مسجدا الكوفة والسهلة، يوجد في المدينة عدة معالم تاريخية واغلبها معالم إسلامية، اختيرت النجف لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2012.[6]

أطلق على منطقة النجف العديد من التسميات وذلك نتيجة لامتداد تاريخ المنطقة إلى عصر ما قبل الإسلام بمدة زمنية طويلة، قد لا يمكن تحديدها وفق أطار زمني معين، لكون المنطقة لم تزل بكراً وهي بحاجة إلى التنقيبات الأثرية لكشف اللثام عن كثير من الحقائق التاريخية التي لم تزل موضع حدس وتخمين من قبل الباحثين، بحيث يمكن الاستناد إليها في رسم البعد التاريخي والحضاري لهذه المنطقة. وعلى امتداد تاريخها عُرِفت بعدة تسميات اختلفت في مبناها ومنحاها إلا أنها قد اجتمعت وأصبحت من أسماء النجف فحسب وهي:-

1- النجف :

تعد من أكثر التسميات اشتهارا والتي عرفت بها منطقة النجف، وهي الأكثر استعمالا ووقوعاً في كتب اللغة والتاريخ والجغرافية، فضلاً عن الأحاديث الدينية الواردة عن أهل البيت (ع). ففي كتب اللغة، النجف أسم عربي ومعناه (المنجوف) وقال ابن زكريا: ((النجف ((مكان مستطيل لا يعلوه الماء)) أي المكان المرتفع أو المحل المرتفع ، الذي لا يعلوه الماء، و((النجفة شبه التل)) ، والجمع نجاف وهي ((بطون الأرض في أسفلها سهولة تنقاد في الأرض، لها أودية تنصب إلى لين من الأرض)) ، وقال عنها الأزهري ((النجفة التي بظهر الكوفة وهي كالمسناة تمنع ماء السيل أن يعلو منازل الكوفة ومقابرها)). أما ابن جبير فقد عبر عنها بقوله ((وهي بظهر الكوفة كأنه حد بينها وبين الصحراء وهو صلب من الأرض منفسح متسع للعين فيه مراد واستحسان وانشراح)) وقد أشار إليها حنين الحيري المغني بقوله : أنا حنين ومنزلي النجف وما نديمي إلا الفتى القصف ويرى (ماسنيون) أن اسم النجف يطلق قديماً على الجزء الغربي المطل على البصرة المالحة من ذلك اللسان أي بتحديد أكثر دقة هي المنطقة التي تعرف ((بظهر الحيرة – ظهر الكوفة)). وذهبت بعض الروايات المنقولة عن الأئمة (عليهم السلام) أن النجف هو الجبل الذي قال عنه ابن نوح ((سآوي إلى جبل يعصمني من الماء)) ، وكان في المنطقة بحر يسمى بحر (الني) ثم جف بعد ذلك فقيل ((ني جف، فسمي نيجف ثم صار بعد ذلك يسمونه (نجف) لأنه كان أخف على ألسنتهم)) .

2- بانقيا :

بكسر النون، وهي من التسميات التي عرفت بها منطقة النجف، وقد حدد موقعها الجغرافي البكري، بقوله ((أرض بالنجف دون الكوفة)) ، أما الفيروز آبادي ((بانقياه بالكوفة)). وقد أشار الشاعر ميمون بن قيس إلى هذا الموقع بقوله : فما نيل مصر إذا تسامى عبابه ولا بحر بانقيا إذا راح مفعما وقد أشار الشاعر إلى بحر بانقيا والمراد به بحر النجف، ويميل الدكتور الحكيم وفق هذا القول إلى أن ((بانقيا على بحر النجف، أو في المنطقة الواقعة بين النجف والحيرة)) ، وللحسني رأي مختلف عن هذا حيث يقول: ((وبانقيا ليس لها أي أرتباط بأرض الغري – النجف – بل هي ربما أقرب إلى كربلاء)) بينما نجد الدكتور جواد علي ليس له أي إعتراض أو تعقيب حول تحديد الجغرافيين لمنطقة بانقيا. هناك رواية يرويها البكري مضمونها أن إبراهيم ولوطاً – عليهما السلام – مرا بها – بانقيا – يريدان بيت المقدس مهاجرين فنزلا بها، وكانت تزلزل في كل ليلة، فلما باتا بها لم تزلزل ثم صلى بها وبكى إلى آخر الرواية حيث أشترى إبراهيم عليه السلام هذه الأرض ودفع لهم غنيمات كن معه، والغنم بالنبطية يقال لها (نقيا)، وذكر عليه السلام أنه يحشر من ولده من ذلك الظهر سبعون ألف شهيد فاليهود تنقل موتاها إلى بانقيا.

3- الجودي :

ورد هذا الاسم في كتب التفسير واللغة والتاريخ والبلدانيين وكتب الأخبار ففي كتب اللغة الجودي موضع وقيل جبل، وهذا ما عنته الآية الكريمة بقوله تعالى ((وقيل يا أرض أبلعي ماءك، ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين)) . فذكر أن المراد من (الجودي) جبل في النجف استوت عليه سفينة نوح (ع)، لما نضب الماء وأصبح علماً لهذه البقعة الشريفة . وذهب بعض اللغويين إلى القول أنه هو فرات الكوفة، وعند استعراض المفسرين لحادثة الطوفان وتفسيرهم لهذه الآية ((حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور)) حيث يروى أن هذا التنور، تنور أهل نوح فار الماء منه وذكروا أنه في ناحية الكوفة وهذا ما أكده بعض المؤرخين. ويروي الشيخ المجلسي أن الجودي بقرب الكوفة وربما هو الغري.

4- الطور :

عرفت النجف بالطور وكلمة (الطور) حسبما جاءت في كتب اللغة هي الجبل ، وقد أشار الإمام علي بوصيته لأولاده حول موضع مدفنه الشريف بقوله ((إن أخرجوني إلى الظهر فإذا تصوبت أقدامكم واستقبلتكم ريح فادفنوني، وهو أول طور سينا، ففعلوا ذلك)) .

5- الربوة :

وهي إحدى التسميات التي عرفت بها النجف ، وقد وردت هذه التسمية في كتب اللغة والتفسير والجغرافية. ففي اللغة (الربوة) كل ما أرتفع عن الأرض وربا جمعها ربى ، وفي الأخبار الواردة عن الإمام الصادق (ع) تأكيد أن المراد بـ(الربوة) النجف. فعن سليمان بن نهيك عن أبي عبد الله الصادق (ع) في قول الله عز وجل ((وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين)) قال الربوة نجف الكوفة والمعين الفرات. وهذا ما أشار إليه إبن عساكر عن (محمد بن مسلم) قال سألت الصادق (ع) عن قول الله عز وجل ((وجعلنا ابن مريم وأمه آية، وآويناهما إلى ربوة ذات قرار معين)) قال: الربوة النجف، والقرار المسجد ، والمعين الفرات ، وهذا ما أورده الطريحي بقوله بأن ((الربوة نجف الكوفة والمعين الفرات)) ، وعليه يمكن القول بأن الربوة هي النجف لارتفاع أرضها عما جاورها.

6- الظهر :

((ظهر الحيرة – ظهر الكوفة)) هما من التسميات المعروفة عند المؤرخين والجغرافيين حيث يشار إلى هاتين التسميتين بدلالة (النجف)، وأرتبط ظهورهما بتأسيس مملكة الحيرة العربية، أي منذ القرن الثاني الميلادي، حيث كانت تمثل النجف الوجه الحضاري والعمراني لهذه المملكة، وذلك من خلال انتشار القصور والأديرة والحصون والقلاع فيها.

7- الغري :

من التسميات المتداولة الشائعة التي عرفت بها منطقة النجف منذ عصر ما قبل الإسلام حتى وقتنا الحاضر، حيث وردت في المعاجم اللغوية وكتب التاريخ والأدب والأخبار والمراد منها بقعة النجف. ففي اللغة الغري معناه الحسن من كل شيء، فالرجل إذا كان حسن الوجه فهو مليح فهو غري، والبناء الجيد حسن التصميم فهو غري . قال ياقوت الحموي أن ((الغري نصب كان يذبح عليه الفنائر، والغريان طربالان ،وهما بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة قرب مشهد أمير المؤمنين)). ويعلل الدكتور الحكيم صعوبة تحديد الموقع الجغرافي للغريين نتيجة لانطماس معالمهما من الوجود، وقد ذكر القزويني أن الغريين يقعان قرب مرقد أمير المؤمنين (ع).

8- المشهد :

وهي من التسميات التي عرفت بها مدينة النجف بعد ظهور القبر الشريف وعمارته والمشهد كما جاء في مصادر اللغة ((مجمع الناس أو محضر الناس))، وقد أوفى الشيخ محبوبة هذا التعريف بقوله ((وهو مجمع الخلق، ومحفلهم وكل مكان يشهده البشر وتحتشد به فهو مشهد)) ، وهي صفة غالبة على مرقد الإمام علي (ع)، ويرى الدكتور الحكيم أن مصطلح (المشهد) أخذ يحل تدريجياً محل مصطلح (الغري) منذ القرن الثاني للهجرة أي بعد أن أخذت العمارة طريقها لبناء المرقد العلوي.

9- وادي السلام :

من الأسماء التي عرفت واشتهرت بها بقعة النجف، وأن تسمية وادي السلام لا تشير إلى وجود واد في المنطقة، بل إلى معنى أرض السلام، أرض الطمأنينة والراحة، فكل من أخذته رجلاه لزيارته دخل قلبه الخشوع والرهبة من مصير محتوم لا مفر منه. وتعتبر مقبرة وادي السلام أكبر مقبرة إسلامية في العالم( 43 ) ، حيث لم تقتصر على سكان مدينة النجف فحسب ولا العراق وحده بل الكثير من البلاد الإسلامية فهي تضم قبور الأنبياء والصحابة والملوك والسلاطين والتابعين وأمراء الحمدانيين والفاطميين وسلاطين البويهيين والصفويين والقاجاريين ومدافن الجلائريين والوزراء والشعراء والعلماء والعظماء. وقد أشار الشيخ الشرقي في قصيدة تضمنت هذا المعنى بقوله : سل الحجر الصوان والأثر البادي خليلي كم جيل قد أحتضن الوادي فيا صيحة الأجيال فيه إذا دعت ملايين أباء ملايين أولاد ثلاثون جيلاً قد ثوت في قرار تزاحم في عرب وفرس وأكراد واقترنت أهمية وادي السلام عند المسلمين عندما أختط القبر الشريف في هذه المنطقة حيث أخذت الناس تنقل موتاها إليه، على الرغم من أن التاريخ يحدثنا أنها كانت مقبرة لكثير من الفئات الدينية التي سكنت هذه المنطقة في عصر ما قبل الإسلام لقدسيتها، وقد حدد الإمام الصادق (ع) موضع وادي السلام في النجف بقوله ((بين وادي النجف والكوفة)).

يرجع أصل تسمية النجف إلى إن النجف معناه السد الذي يمنع سيل الماء أن يعلو الكوفة ومقابرها. فالنجف تسمّى ظهر الكوفة لعلوّها وهي عشرة كيلو مترات عن الكوفة وهناك قول اخر هو إن النجف كان ساحل بحر الملح المتصل بشط العرب، وكان يسمّى بحر "النيّ" ولما جفّ البحر قِيل: "النيّ جفّ" ثم لاحقاً دمجت الكلمتان وسقطت الياء فصار الاسم هو النجف. ومن الأسماء التاريخية للنجف، بانقيا، ظهر الكوفة، الغري، المشهد، الربوة، الطور، وادي السلام، والجودي، وهو الجبل المذكور في القرآن الذي استوت عليه سفينة نوح، وإن كان البعض يعتقد أن الجبل المذكور يقع في أرمينيا. ويعتقد الشيعة أن آدم، أبا البشر، والنبي نوح، مدفونان في نفس  القبر الذي دفن فيه علي ابن أبي طالب، وأن النبيين هود وصالح مدفونان في النجف في مقبرة وادي السلام، التي تعد أكبر مقبرة في العالم وأدرجت ضمن قائمة التراث العالمي، إذ تحتوي على نحو ستة ملايين قبر. وتذكر بعض الروايات الشيعية إن سفينة نوح بعد الطوفان رست في مدينة الكوفة، التي تبعد عن النجف نحو عشرة كيلو مترات، وهناك شاهد في مسجد الكوفة حيث يعتقد بأنه مكان رسو السفينة التي حفرت حفرة في المكان. وبعد ظهور قبر علي ابن أبي طالب في النجف في القرن الثامن ميلادي، اتسع نطاق العمران في المدينة الصحراوية، حتى أصبحت مدينة عامرة. وفي عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد في القرن العاشر ميلادي أقيمت أول عمارة لقبر علي بن أبي طالب، ثم قام الملك البويهي الشيعي، عضد الدولة، في أواخر القرن نفسه بصرف أموال طائلة لتشييد مقام جميل للقبر.[7]

نبذة عن الكاتب